Monday, June 6, 2011

عــلـى بــاب غــرفــة الــعــمــلــيــات


في ذلك اليوم تم نقله إلى المستشفى فقد أحس بالتعب فجأة ، والإرهاق سيطر على
 جسده ، لم يعلم الأطباء ما به ، والأجهزة الطبية عجزت عن تحديد حالته ، وفي النهاية قد تقرر أنه بحاجة إلى عملية مستعجلة في قلبه ، عندما سمعتْ هذا الخبر انهمرت دموعها على خدها ، وأحست بخوف من المستقبل الآتي ، أما عنه هو فقد كان ينتظر شيئا لكن عقله وتفكيره لم يستطع تحديد ما هو هذا الشيء المنتظر.
اليوم هو اليوم الذي لم تتمناه تلك الفتاة ، أما عنه هو فقد كان خائفًأ عليها أكثر من نفسه كان خائفا من أن تكمل مسيرة حياتها دونه. فهو الآن لا يعلم ماذا ينتظره بعد هذه العملية ، الآن هما جالسان في غرفة الانتظار ، ينتظران دوره للدخول نحو المجهول ، مرت الساعات عليهما وكأنها عصور حجرية خالية من أي إحساس ، مرت تلك العصور لتتحول الساعة بعدها إلى السادسة والنصف وهذا هو وقت الدخول لغرفة العمليات.
رمقت بنظراتها تلك الغرفة التي دخل إليها من بعيد ، فهي الآن لا تعلم ما هي الحالة التي سيخرج عليها ، في لحظة دخوله إلى الغرفة تجمدت مشاعرها ، تمنت لو أنها فقدت نظرها قبل أن تراه على هذه الحالة فهو الآن تحت تأثير المخدر ، تمنت لو أن قلبها توقف عن الحركة قبل أن ترى قلبه مفتوح بين أيدي الأطباء والجراحين.
ساعات مرت عليها وكأنها دهر ، فقد سئمت الانتظار ، ساعات كانت أحر من جمر النار ، ودموعها كانت كثيرة الانهمار ، فسطرت بدموعها رسالة إليه تصف فيها حالها قالت فيها:
"ما بين الزمن الفاصل بين غيبوبة المخدر وأدوات الجراح تتكاثر الصور الكثيرة ، وتختلط الأشياء ببعضها ونستعيد شريطا من الذكريات مع شخص قد يعود أو لا يعود ، ويغرق الإحساس في متاهات اللاإحساس ويغيب الزمن لفترة قد تطول أو تقصر ، فتذوب الساعات وكأنها دهر ، ثم تعود الحياة من بعد جمود الزمن ومن بعد نفوذ ذلك الشخص الغالي من بين مشارط الجراحين وإبرهم".
يعلم الله أن تلك الساعات التي قضيتها في تلك الغرفة المريعة التي نسميها غرفة العمليات وهي في نظري أشبه بغرفة الأشباح أحسست بأنك تمضي نحو المجهول وأنا أمضي معك بفكري ، والله يعلم أن تلك الدموع التي بللت خدي وأنت تحت تأثير المخدر هي دموع توسل ورجاء لله أن يشفيك ، ولو كان بيدي لكنت أنا الدواء الشافي والطبيب حتى أتعامل مع قلبك المفتوح برقة ورفق ولين لأن قلب الإنسان الذي مثلك لا نجرؤ على تجريحه لا في الواقع المادي ولا في التصرفات المعنوية.
إذا كانت نظرة من الحساد قد فعلت بك هذا ، جعلتك زائرا للأطباء ومقيما أبديا في المستشفيات ، فهل تكفيك نظرة حب مني كي تشفيك؟،.
إليك أيها الغالي الذي أخاف عليه حتى من نسمات الريح.

2 Comments:

Anonymous said...

صباح الغاردينيا اسولا
واهلاً بعودتكِ بعد غياب
وشفى الله كل مريض ينتظره من تخفق قلوبهم
حباً ودعاء لكي يعود إليهم سليماً معافى "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

د.ريان said...

صباح العطر سيدتي

وتشرفت باضافتكم لي في الفترة السابقة

ولكم اجمل تحية وتقدير

دمتم بكل خير